languageFrançais

بعد غياب 18 سنة: 'لوموند ديبلوماتيك' في نسختها العربيّة تعود إلى تونس

أعلن فريق الصحافة الجديدة رسميّا عودة جريدة لوموند ديبلوماتيك في نسختها العربية انطلاقا من تونس العاصمة وذلك بداية من شهر مارس 2016.


تعود النسخة العربية  للوموند ديبلوماتيك التي انطلقت من تونس سنة 1988 إلى موطنها الأصلي، هذه الدورية التي غادرت تونس سنة 1998 كانت قد توجّهت إلى بيروت ومنها إلى باريس ليحطّ الرّحال من جديد في نقطة بدايتها تونس وذلك في سياق التحوّلات السياسية التي عاشتها تونس منذ 14 جانفي 2011.


وتعبّر هذه العودة عن ثقة إدارة الجريدة الشهرية في "قدماء المحاربين" الذين ناضلوا في تونس وخارجها من أجل بقاء الإصدار في أصعب الظروف. اختار هذا الفريق وبكلّ اعتزاز الدفاع عن قيم والخطّ التحريري لوموند ديبلوماتيك كمنبر لمختلف وجهات النظر حول المنطقة وإشكالياتها وذلك من خلال الانخراط الفعلي في ديناميكية تحوّل اجتماعي تقطع مع الرأسمالية المتوحّشة والليبرالية الجديدة.


وكان العالم العربي مركز اهتمام استراتيجي بالنسبة  للوموند ديبلوماتيك بالنظر لتداعيات التحوّلات السياسية والجيوسياسية التي تعيشها المنطقة على رسم وتطوير السياسات في العالم. ستواصل الجريدة تبنّي هذه الاستراتيجية خاصّة في ظلّ التغيّرات التي تعيشها المنطقة منذ سقوط الأنظمة القديمة والمسار المتقلّب للانتقالات الحالية.


وتنشر لوموند ديبلوماتيك مقالات تحليلية وبحثية أعدّها صحفيّون وباحثون وخبراء من شتّى دول العالم حول مواضيع متنوّعة على غرار الجيوسياسة والعلاقات الدولية والثقافة من خلال البحث في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإعلامية.


وتعود النسخة العربية الشهرية  للوموند ديبلوماتيك بإصدار ورقي في زمن تتوجّه فيه كبريات المؤسسات الإعلامية الدولية إلى رقمنة إصداراتها ويتّخذ هذا التوجه طابعا مسؤولا ومواطنيا يرفض الانخراط الحصري في الحسابات الاقتصادية والمالية.


هذا التوجّه سيتدعّم بإصدار النسخة الإلكترونية في أجل قريب من أجل تمكين القرّاء في دول العالم العربي والمهجر من الإطلاع على الجريدة. بداية من شهر جوان 2016، ستثرى  لوموند ديبلوماتيك بكراس عربي يعنى بمتابعة و بملاحظة وتحليل التحوّلات العميقة التي تعصف اليوم بالعالم العربي والإسلامي.


ويذكر أنّ لوموند ديبلوماتيك تأسست سنة 1954 على يد أوبار بوف ميري كملحق لصحيفة لوموند لتصبح اليوم الإصدار الشهري الفرنسي الذي يحتوي أكثر المقالات انتشارا في العالم، يديرها سارج حليمي منذ مارس 2008 إلى الآن.


وتمتلك الشركة خفية الاسم لوموند 51% من أسهم لوموند ديبلوماتيك لها هيئة تحرير مستقلّة وتدار من خلال مؤسسة منفصلة عن لوموند. في بداياتها، كانت موجّهة الى "الدوائر الديبلوماسية والمنظمات الدولية " وتأسست إثر الحرب العالمية الثانية بمبادرة من فرنسوا هونتي الصحفي والقنصل الفرنسي السابق بكلّ من المجر وسويسرا لتتخذ بداية من سنة 1973 توجها مناهضا للعولمة تحت إدارة كلود جوليان.